×



مـقـدمـة

  

يحظى المركز الإقليمى لتعليم الكبار (أسفك) الواقع فى مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية بأهمية تاريخية وإجتماعية وثقافية وتربوية فى مجال تعليم الكبار على كل المستوىات الوطنية والإقليمية والدولية، فمنذ إنشائه عام 1946م بقرار من الحكومة المصرية مركزاً لتجربة نموذجية فى تنسيق الخدمات الحكومية فى ميادين الإقتصاد الريفى والتعليم والصحة فى سرس الليان، ثم إختيار منظمة اليونسكو له عام 1952م، ليكون ثانى المراكز الدولية؛ والأول إقليميا من الفئة الأولى (أحد إدارات اليونسكو) للعمل فى مجالات التربية الأساسية وتنمية المجتمع والتعليم الوظيفى حتى عام 1981م ليتحول إلى هيئة عامة مصرية، وليعود مجددا فى عام 2014م وحتى الأن مركزا من الفئة الثانية العاملة تحت رعاية منظمة اليونسكو فى مجال تعليم الكبار،  حقبات زمنية طويلة، كانت أهم ملامحها الإخلاص فى العمل لتطوير الوطن العربى إجتماعيا؛ وتطوير المواطن العربى ثقافيا وتربويا، وإن لم تخلوا من بعض الكبوات والشد والجذب، فقد فيها المركز بعضاً من أهميته وإمكانياته، وهو ما يفرض الإهتمام بالتعرف على أهم هذه الكبوات و المعوقات لإعادة المركز مجدداً لدورة التاريخى والرائد كمنارة تربوية ثقافية دولية تضيف لمصر و المنطقة العربية قوة و هو ما بدءا فى العام 2014 بعودة المركز مجدداً مركزاً من الفئة الثانية التابعة لليونسكو. و سوف نستعرض هنا فى هذا التقرير الموجز الفترة الأولى من تاريخ المركز عندما كان تابعا لمنظمة اليونسكو فى الفترة من 1952 و حتى 1982.
 

 

نظرة تاريخية

فى الخامس و العشرين من إبريل سنة 1952م قامت الحكومة المصرية بتوقيع اتفاق مع منظمة اليونسكو الدولية على انشاء مركز اليونسكو الدولى بسرس الليان تكون وظيفته و مهمته الرئيسية القيام بمهام التدريب و البحث العلمى و لإنتاج الوسائل التعليمية المختلفة فى مجال التربية الاساسية و محو الأمية و تعليم الكبار بالعالم العربى و تقديم المشورة الفنية و الدعم لكافة الدول العربية.

واتفق بصفة مبدئية على ان يكون الافتتاح الرسمى للمركز فى الثانى من نوفمبر 1952 و لكن تم الأفتتاح الفعلى والعمل بالمركز رسميا يوم الثلاثاء العشرين من يناير 1953م حيث حضر الافتتاح عدد من أعضاء مجلس قيـادة الثــورة المصريــة ومعهم الدكتور جون و. تايلور نائب مدير عام اليونسكو نيابة عن لوثر ايفانز ( Luther Evans ) مدير عام اليونسكو فى هذا الوقت. وقد أطلق على المركز آنذاك « المركز الدولى للتربية الأساسية فى العالم العربى».

و قد يتسأل البعض لماذا مصر و لماذا سرس الليان؟

فى تلك الفترة و دائما كانت مصر رائدة و سباقة فى إلتقاط الفكر الجديد فى مجال التربية و الثقافة الذى ساد العالم بعد الحرب العالمية الثانية فبادرت فى وقت سابق "1946م" على صياغة منظمة اليونسكو لفكرة التربية الأساسية إلى إنشاء المجلس الأعلى لمكافحة الفقر والجهل والمرض إيمانا منها بأن هذ الظواهر مترابطة ويجب تنسيق الجهود لمكافحتها معا فى وقت واحد للوصول إلى نتائج ملموسة، ومن ثم إختارت قرية سرس الليان آنذاك بموقعها النموذجى وسط الدلتا مقراً مركزيا كتجربة نموذجية فى تنسيق الخدمات الحكومية فى ميادين الإقتصاد الريفى والتعليم والصحة.

    فسرس الليان كانت نموذج يمثل أحوال الريف المصرى آنذاك؛ حيث البطالة و الأمية وإنخفاض مستوى المعيشة وسوء الأحوال الإجتماعية والصحية، فتم إنشاء شبكة من المراكز الإجتماعية والمدارس الريفية والوحدات الصحية ومكاتب للإرشاد الزراعى وملاعب رياضية وفصول لمحو الأمية لخدمة سرس الليان والقرى المحيطة بها. غير أن التجربة أسفرت عن حاجة ماسة إلى عدة عناصر أخرى تثرى العملية التربوية و التنمية وهى:

1- أخصائيون مدربون تدريبا كافيا على مخاطبة الجماهير والتعاون معهم وقيادتهم نحو الإصلاح.

2- البحوث الإجتماعية العلمية التى تكشف حاجات المنطقة وإمكانيات تنميتها.

3- توفير المواد التعليمية المناسبة لحاجات الأهالى ومستوياتهم الثقافية.

4- توحيد العمل وتنسيق الجهود بين الجهات المختلفة العاملة فى الاصلاح.

و لتحقيق هذه العناصر مجتمعة مع تحقيق أقصى إستفادة من المركز، وتحقيق حياة كريمة لغالبية السكان وخاصة سكان سرس الليان وما حولها من قرى ممن يعانون من الجهل والفقر والمرض، وكما كانت سباقة فى تحقيق فكر التربية الأساسية، كانت مصر أيضا فى طليعة الدول العربية وسارعت إلى التعاون مع منظمة اليونسكو فى عام 1951م لإنشاء مركز دولى للتربية الأساسية على أرض "سرس الليان " فكل شئ جاهز و مهيئ لتحقيق النهضة التربوية و العلمية بالأضافة لتوافر مرافق التدريب الميدانى فى هذا المكان.

 

 

كان مرکز سرس الليان فى ظل تبعيتة لليونسكو بمراحلها الثلاث منارة تربوية ثقافية قامت بدورها على أكمل وجه و سوف نتحدث عن كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث بإيجاز كما يلى.

 

أ- المرحلة الأولى - مرحلة التربية الأساسية: -)  1953  -1959 )

وقد بدأت هذه المرحلة فور افتتاح المركز في ۲۰ يناير 1953 واستمرت حتى عام 1959 والتربية الأساسية  دون الدخول في تفاصيل كثيرة  هی منهج لتطوير المجتمع، كان يقوم على ثلاثة عناصر أساسية هي : -

 1- تزويد الجماعات المحلية بالمعارف والأفكار اللازمة للتطوير نتيجة للتقدم العلمي والفني وتوصيلها للناس.

 ۲ - إثارة الوعي لدى الناس وتحريكهم إلى إمكانية حياة افضل.

3-  قيام الأفراد والجماعات في البيئة المحلية ليساعد الناس أنفسهم بأنفسهم في سبيل حل مشكلاتهم وتحسين حياتهم.

 

أهداف المركز في تلك المرحلة: -

وقد حددت الاتفاقية - المشار إليها سابقا - مهام وأهداف المركز الأساسية فيما يلی :-

- توفير التدريب المناسب واللازم للمشتغلين بالتربية الأساسية وقادتها.

- توفير مواد نموذجية للتربية الأساسية مكيفة تكييفا خاصاً بحسب حاجات الجماعات المحلية ومواردها ومستوياتها .

- تدريب المبعوثين تدريبا فنيا على إعداد هذه المواد واستعمالها .

- توفير المعلومات الفنية المرتكزة على البحوث التي يقوم بها المركز للعاملين في ميدان التربية الأساسية .

 

وهذا يتضح من أهداف التدريب في مرحلة التربية الأساسية ، والتي كانت على النحو التالي:-

١ - احترام العمل مع القرويين والإيمان بقدرتهم على التعلم والتطور .

 ۲- توفير روح العمل مع الجماعة والتعاون مع الغير والرغبة في تنسيق الخطة و الجهد ، بحيث يكون الهدف هو الموجه لسير العمل ، بصرف النظر عن نشوة الظفر الشخصي أو المجد الفردى  .

٣ - القدرة على قيادة الجماعات وتوجيه الأفراد ، وما يتصل بذلك من روح المبادأة والمثابرة في العمل

4- القدرة على التعرف على طبيعة المشكلات الريفية والإحاطة بمختلف نواحيها

ه - القدرة على إجراء البحوث اللازمة لدراسة المشكلات المحلية وما تتضمنه من جمع البيانات وتحليلها والوصول إلى دلالتها العملية .

6- القدرة على وضع الخطط للعمل ، وعلى كتابة التقارير ، كتابة توضح سير العمل ومشكلاته وطرق التغلب عليها ، وكذلك على تقويم ما يقوم به العامل من أوجه النشاط تقويماً يمكنه من الاستفادة من خبراته فيما يقوم به في المستقبل .

 ۷ - القدرة على توصيل المعلومات والأفكار والمستحدثات الاجتماعية والفنية إلى الجماعات والأفراد عن طريق الاتصال الفردي المباشر وتنظيم الاجتماعات والدروس التوضيحية والاحاديث .

۸ - القدرة على تعبئة قوى الجماعات وإثارة الوعي فيها للنهوض بأحوالها أن طريق العمل المحلى الجماعى.

۹ - القدرة على استغلال الوسائل السمعية والبصرية في العمل مع الجماعة الريفية ، وعلى إنتاج بعض هذه الوسائل إنتاجا مبسطا يخدم الأغراض المنشودة من هذه الوسائل .

۱۰ - القدرة على معالجة بعض المشكلات الخاصة بالقرويين معالجة مباشرة أو على الأقل إبداء الرأي والتوجيه فيها ، إلى جانب القدرة على إحالة الريفيين إلى الجهات المختصه ببعض المسائل التي لا يستطيع أن يقوم العامل فيها بنفسه بعمل مباشر ، سواء كانت هذه الجهات حكومية أهلية أو تجارية أو فنية .

فئات المبعوثين :

وكان يتم اختيار المبعوثين والمتدربين من بين الفئات التالية :-  

١-  من يقومون بالعمل المباشر في القرية ، مثل الأخصائي الاجتماعي و المرشد الزراعي ، والمثقف الصحي وغيرهم ممن يتصلون بأهل القرية اتصالا مباشرة ، ويحتكون بهم في مختلف مجالات نشاطهم.

 

٢-  من يقومون بتدريب الفئة السابقة ، أو من يهتمون بالمستوى التنظيمي لمشروعات التربية الأساسية وإدارتها وتنسيقها.

3-  من يقومون بأعداد العاملين من الفئتين السابقتين وتزويدهم بما يحتاجون إليه من دراسات فنية أو خدمات أو مواد تعليمية لا يمكن أن تتوفر في مستوى القرية ، وإنما تتوفر في المستوى الإقليمي أو في مستوى الدولة ، ومثل هذه الأمور تحتاج إلى مختصين يقومون بإنتاجها أو بالإشراف عليها ، ويكون لديهم الإدراك الكافي في مسائل الريف ، مما يجعل خدماتهم الفنية فعالة حين تمتد إلى مجال القرية أو البيئة المحلية

وذلك على أن تتوافر فيهم الشروط الآتية  : -

-      أن يتراوح العمر بالنسبة للمرشح بین 25 , 35  سنة ، ويجوز استثناء ذوي الكفايات الممتازة .

-       ممارسة العمل في البيئات الريفية في ميادين الاختصاصات الفنية المختلفة.

-       الاستعداد للعمل في المناطق الريفية بعد التخرج ، والرغبة الصادقة في العمل بالريف .

-       أن يكون المرشح حاصلا على قدر من التعليم العام وعلى أحسن مستوي  سائد في ميدان التخصص في بلاده ، ويحسن أن يكون ملما إلمام كافية بإحدى اللغتين الإنجليزية أو الفرنسية .

      وتجدر الإشارة إلى أن " المبعوث كان يعقد له اختبار شخصياً ويوضع تحت الاختبار لمدة ثلاثة أشهر ، يعاد بعدها غير الصالحين إلى بلادهم على نفقة حكوماتهم

 

أهم إنجازات المركز في مجال التدريب في تلك المرحلة :-

 تنوعت البرامج التدريبية في مرحلة التربية الأساسية بين:-

·     الدورات العادية : وكانت مصممة لتدريب قيادات التربية الأساسية ، وفي بداية عمل المركز كانت مدة الدورة )۲۱( شهراً ، وفي عام 1956 تم تخفيض المدة من )۲۱ ) شهراً إلى )۱۸) شهراً لغير الجامعيين وإلى ( ۱۲ ) شهراً للجامعيين ، و كانت تتم من خلال ثلاثة محاورهى الدرسات النظرية ، والعمل الميداني ، وورش العمل .

·     الدورات القصيرة : وقد بدأت في عام 1957 لتخدم أوجه مجالات التعليم من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، وكانت مدة كل دورة ثلاثة شهور ، وتخصص کل دورة للفنيين والأخصائيين الذين يشغلون مناصب رئيسية في دولهم ولا يمكن الاستغناء عن خدماتهم لفترة طويلة ، وكان تخطيط هذه الدورات يتم مشاركة مع الوكالات المعنية

·      الدورات الخاصة : وقد بدأت في عام 1957 أيضا ، وكانت تعقد بناء على طلب المنظمات الدولية والهيئات الرسمية بالدول العربية أو المؤسسات الحكومية المصرية وكانت هذه الدورات ذات موضوعات متباينة ، ومدد متباينة : وبلغ عدد الخرجین 1142  خريجا ، منهم 497 خريجاً  في الدورات العادية ، 161 خريجاً في الدورات القصيرة ، 4۹۰ خريجاً في الدورات الخاصة.  وتراوحت مدة التدريب في الدورات العادية بين ۹ - ۲۱ شهراً والدورات القصيرة ثلاثة أشهر ، والدورات الخاصة بين أسبوع و۱۸ شهراً

 

وفيما يلي جدول يبين الدول المستفيدة ، وعدد الخرجين ، ونوع التدريب  المستخدم في مرحلة التربية الأساسية ..

جدول رقم (1) يبين الدول المستفيدة، وعدد الخريجين ، ونوع التدريب المستخدم في مرحلة التربية الأساسية:.

 

الدول المستفيدة

انواع برامج التدريب

دورات عادية

دورات قصيرة

دورات خاصة

العدد

النسبة

العدد

النسبة

العدد

النسبة

الاردن

47

9.6%

15

9.3%

-

-

تونس

-

-

2

1.2%

-

-

السعودية

33

7.5%

10

6.2%

-

-

السودان

12

2.4%

17

10.6%

17

3.5%

سوريا

35

7.1%

14

8.7%

12

2.7%

العراق

40

8.1%

10

1.9%

0

1.0%

هيئة الاغاثة

22

4.5%

-

-

-

-

الكويت

3

0.6%

-

-

1

0.2%

لبنان

42

8.6%

16

9.9%

20

5.1%

ليبيا

51

60.4%

9

5.6%

2

0.6%

مصر

16.8

34.3%

62

39.2%

42

85.7

المغرب

-

-

60

6.2%

-

-

اليمن الشمالي

34

6.9%

-

-

-

-

هيئات اخري

-

-

2

10.2%

6

1.2%

المجموع

491

90%

161

100%

490

100%

 

 

ويتضح من الجدول السابق أن مصر احتلت النصيب الأكبر في المشاركة  بالنسبة لجميع الدورات التدريبية سواء العادية ، أو القصيرة أو الخاصة . وقد يكون هذا مرجعه إلى حرص و وعى مصر أكثر من غيرها من الدول العربية على نشر التعليم والقضاء على الأمية في تلك الفترة ، كما أن ما تعتبر هي البلد المضيف المركز سرس الليان ، ويلاحظ أيضا تقارب نسب اشتراك كل من ليبيا والسودان  ، الأردن، وسوريا ، ولبنان ولعل هذا يكون مرده إلى طبيعة العلاقات بين تلك الدول في هذه الفترة فيما بيني من ناحية وبين مصر من ناحية أخرى.

 

 ب - المرحلة الثانية - مرحلة تنمية المجتمع ( 1960-1968)

قد ظهر من خبرات المركز في التدريب خلال مرحلة التربية الأساسية أن ظروف القرية العربية وتاريخها لا يمكن أن يقتصر على مجرد الإثارة الفكرية وتقديم المعلومات ؛ وإنما لابد من أن تقترن الإثارة والفكرة بالعمل ، كما أن واقع المجتمع العربي في البلاد العربية كان قد تغير ، فدور  الدولة ومؤسساتها أخذ يظهر بوضوح في الخدمات الاجتماعية والزراعية  . 

من هنا كان لابد أن يتطور عمل المركز ليواكب هذا الواقع الجديد ، ومن ناحية أخرى فإن اليونسكو أخذت تعدل عن مصطلح التربية الأساسية وبدأت تبحث عن مصطلح آخر ، وخاصة عندما  أعربت عدة دول مثل السويد والهند والفلبين في المؤتمر العام لليونسكو في دورته العاشرة عام 1958 عن اعتقادها بأن مصطلح التربية الأساسية لم يعد واضحاً وأنها تفضل أن تتوقف اليونسكو عن استخدام هذا المصطلح ويجب أن تبحث عن مصطلح يعبر عن أنشطة مرکزی سرس الليان و كريفال بالمكسيك.

 وبالفعل توقفت اليونسكو عن استخدام هذا المصطلح ، ومن خلال اجتماع اللجنة الخاصة بباريس ، واللجنة الاستشارية للدول العربية " اتفق على تسميته) المركز الدولي للتدريب على تنمية المجتمع في العالم العربي (

أهداف المركز في تلك المرحلة :

وقد جاءت أهداف المركز أكثر وضوحاً وتحديداً عن سابقتها في مرحلة التربية الأساسية على النحو التالي : -

1- توفير التدريب على مبادئ وطرق وأساليب تنمية المجتمع .

۲- توفير التدريب في الجوانب الفنية والتربوية والاجتماعية اللازمة للعمل ، و كذلك توفير الأساس المعرفي المختلف التخصصات في إطار متكامل.

3- ضمان تبادل المعلومات والمعارف حول تخطيط وتنفيذ البرامج الشاملة لتنمية المجتمع بين القيادات العليا والإدارية العاملة في مجال التخطيط أو الإشراف وذلك عن طريق الحلقات الدراسية والاجتماعات و ورش العمل.

4- إقامة مركز للتبادل في المنطقة لتوفير الوثائق والمعلومات للبرامج الشاملة لتنمية المجتمع.

 5- إجراء التجارب في إنتاج واستخدام مواد نموذجية مختارة تتطلبها برامج تنمية المجتمع.

6- إجراء المسوح والدراسات على المستوى القومي والمستوى المقارن حول مشكلات معينة تتصل بتنمية المجتمع.

۷- توفير هيئة التدريس والتسهيلات من أجل عقد الدورات القصيرة التي قد يكون لها جدواها للاختصاصيين كل في مجاله على أن يتولى تنظيمها وإدارتها وكالة مختصة تتحمل تكاليفها المالية.

 

أهداف التدريب في تلك المرحلة :

ولما كان الهدف الرئيسي لبرامج تنمية المجتمع هو إحداث التغير الاجتماعي ، ومساعدة السكان المحليين المستهدفين بمشروعات التنمية وتقدير قيمتها ، ومع مزید من وضوح الرؤية في مضمون تنمية المجتمع . فقد جاءت أهداف التدريب محددة وواضحة عن ذي قبل ، و ذلك على نحو التالى:.

1- الفهم والدراسة العلمية والموضوعية لمشكلات الريف وجماعاته من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية باستخدام طرق البحث العلمية وأساليبه والاستعانة بمناهج المعرفة العلمية في هذه الدراسة  .

۲ - تحديد الحاجات والمشكلات وصياغتها في برامج محلية وربطها بالبرامج قومية ، وإعداد الأساليب والأدوات اللازمة لتنفيذها ثم العمل على تقويمها استكمالا لدائرة التخطيط المحلى.

٣ - القدرة على إدارة المؤسسات والمشروعات المحلية وما يتصل بعمليات الإدارة والإشراف من مسائل مالية وتنظيمية  .

4-  قيادة الجماعات المحلية قيادة رشيدة ، وتعبئة قواها وتنظيم جهودها والتغلب على عصبياتها في سبيل العمل المشترك ، وتدريب القيادات المحلية عن طريق القدرة خلال المواقف العملية لتحمل مسئولياتها في تطوير القرية .

ه - القدرة على الاتصال بالناس وتوجيههم وتعليمهم ونقل الأفكار والمستحدثات الاجتماعية والفنية نقلا محكماً بمختلف الوسائل التعليمية.

 

فئات المبعوثين :

إجتمعت اللجنة الخاصة في مقر اليونسكو بباريس من 11 يناير إلى 15 يناير1960 ، وبعد بحث ومناقشة موضوع اختيار المبعوثين وافقت اللجنة على أن يختار المبعوثون  من العاملين في المستوى الذي يتوسط بين الوظائف الإدارية العليا والوظائف ذات الاتصال المباشر بالمستوى المحلى الأدني  وذلك من الفئات الثلاث التالية :  

أ‌-    الإداريون والمشرفون على المشروعات في المستوى القومي أو ما دونه كمديري و منفذي مشروعات تنمية المجتمع .

ب - الأخصائيون الفنيون العاملون في مشروعات تنمية المجتمع.

جـ -  المدربون على المستوى القومي ، الذين يعملون أو سيعملون في البرامج الشاملة لتنمية المجتمع

أهم إنجازات المركز في مجال التدريب في تلك المرحلة

 تنوعت البرامج التدريبية في مرحلة تنمية المجتمع أيضا بين :

- دورات عادية.

- دورات قصيرة.

 - دورات خاصة

 - وقد بلغ عدد الخريجين ۲۲۱۲ خريجاً منهم 633 خريجاً في الدورات العادية ،152خريجاً في الدورات القصيرة ، 1427 خريجاً في الدورات الخاصة

. وكانت مدة التدريب تسعة أشهر في الدورات العادية ، وثلاثة شهور في الدورات القصيرة ، وتراوحت بين أسبوع وثلاثة أشهر في الدورات الخاصة

 

* وفيما يلي جدول يبين الدول المستفيدة ، وعدد الخريجين ، ونوع التدريب المستخدم في مرحلة تنمية المجتمع من عام1960 – 1968

. جدول رقم 2يوضح الدول المستفيدة ، وعدد الخريجين ، ونوع التدريب المستخدم في مرحلة تنمية المجتمع من عام 1960 -1968

 

الدول المستفيدة

أنواع برامج التدريب

دورات عادية

دورات قصيرة

دورات خاصة

العدد

النسبة

العدد

النسبة

العدد

النسبة

الأردن

49

7.7%

14

9.3%

1

0.1%

تونس

39

6.2%

9

5.9%

-

-

الجزائر

20

3.2%

6

3.9%

-

-

السعودية

20

3.2%

6

3.9%

-

-

السودان

57

9.0%

18

%11.8

12

0.8%

سوريا

26

4.1%

10

6.6%

-

-

العراق

31

%4.9

11

7.2%

-

-

هيئة الاغاثة

4

0.7%

2

1.3%

-

-

قطر

9

%1.4

2

1.3%

-

-

الكويت

37

5.8%

8

5.3%

-

-

لبنان

35

5.5%

13

8.6%

-

-

ليبيا

59

9.3%

8

5.3%

40

2.8%

مصر

204

32.2%

27

17.8%

1366

95.7%

المغرب

5

0.8%

7

4.6%

-

-

اليمن الشمالي

48

6.0%

11

7.2%

-

-

هيئات أخرى

-

-

-

-

8

0.6%

المجموع

633

100%

152

100%

1727

100%

يتضح من الجدول السابق ما يلي: -

- أن نسبة تمثيل مصر - كالعادة - أكبر بالنسبة للدورات العادية ، يليها ليبيا ثم السودان ، وكذلك الحال بالنسبة للدورات القصيرة ، نلاحظ أيضا تفوق مصر عن باقي الدول العربية يليها السودان ، ثم الأردن ، ثم لبنان.

- أما بالنسبة للدورات الخاصة فنجد أن هناك فرق شاسعا بين مصر وباقي الدول المشاركة ، حيث بلغت نسبة تمثيل مصر فيها (90.7%). ويبدو أن السبب في ذلك هو الاهتمام الزائد من جانب المؤسسات الحكومية المصرية بمحو أمية العاملين فيها ، على إعتبار أن هذا النوع  من الدورات، بالتحديد يتم بناء على طلب الهيئات أو المؤسسات ، كما أن المؤتمرات أكدت على ضرورة إصدار تشريعات، لمحو الأمية في ذلك الوقت ، وأهمها مؤتمر الإسكندرية الذي عقد في عام 1964 ، والذي جاء فی میثاقه .. ينبغي أن ترتبط برامج محو الأمية ارتباطا مباشرة بمشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية

جـ - المرحلة الثالثة : مرحلة التعليم الوظيفى (1968-1982)

-      كان مرکز سرس الليان منذ إنشائه حريص على أن يوجه قدر من الاهتمام لمحو الأمية في العالم العربى فقام بفتح فصول لمحو الأمية في قرى التدريب ، تدرب فيها مبعوثو التربية الاساسية ثم تنمية المجتمع ، إلى جانب اهتمامهم الأصلي.

-      ومع تطور مفهوم محو الأمية في البلاد العربية تبعا للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكذلك من خلال المؤتمرات العالمية  كان المركز يطور برامجه الخاصة بمحو الأمية بحيث تلائم متطلبات العمل في البلاد العربية

ومن ناحية أخرى فقد قامت هيئة اليونسكو في أواسط الستينات ، بعقد عدة مؤتمرات إقليمية لإستكشاف طرق ووسائل التغلب على الأمية ، وكان منها " مؤتمر الأسكندرية 1964 والذي جاء في ميثاقهينبغي أن ترتبط برامج محو الأمية إرتباطاً مباشراً بمشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية . كما أوصی المؤتمر بإعلان نوفمبر1965 موعداً لبدء الحملة العربية لمحو الأمية في سائر الأقطار العربية . كما قرر المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثالثة عشرة أن يبدأ في عام 1966 برنامج تجريبي عالمی لمحو الأمية مدته خمس سنوات يمهد الطريق للقيام في نهاية الأمر بحملة عالمية في هذا الميدان.

 

وعندما لاحظت لجنة العمل الخاصة في مقر اليونسكو بباريس أن نشاط محو الأمية الوظيفي يمثل الأولوية في مناشط اليونسكو . "أصدر المؤتمر العام لليونسكو في أكتوبر 1968 فى دور انعقاده الخامس عشر ، قراراً بتحويل مركز سرس الليان إلى" المركز الدولى للتعليم الوظيفي للكبار في العالم العربي. "

والتعليم الوظيفي في أبسط معانيه ، هو محو الأمية متكاملاً مع تدريب متخصص، يكون في العادة ذا طبيعة فنية ، ويستهدف تدريب الأمي. الراشد تدريباً أكثر شمولاً ، يتصل بدوره كمنتج وكمواطن وتحقيق هذا الهدف يحتاج إلى منهج خاص هو المنهج الانتقائي ، أي يهتم بالمناطق أو القطاعات التي تحظى بالأولوية الكبرى في خطط التنمية الوطنية ، وكذلك المنهج الترکیزی بهدف تدريب الأميين تدريب عميقا ، يمكنهم من اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات المهنية التي يستطيعون استخدامها بكل فاعلية ، ولابد لبرامج التعليم الوظيفي أيضا أن تكون قابلة للتكيف حسب الحاجات الواقعية للفرد والجماعة ، ومتنوعة بتنوع البيئات والاهداف الاجتماعية والاقتصادية .

أهداف المركز في تلك المرحلة :

1- تدريب الكوادر من إداريين و مخططين ومنظمين ومسئولى تدريب .

 ۲ – إنتاج مواد تعليمية نموذجية .

٣ الدراسات والبحوث

4- الخدمات الاستشارية .

أهداف التدريب في مرحلة التعليم الوظيفى - :. 

لقد طرأ تغيرات جذرية على برامج التدريب في مرحلة التعليم الوظيفي من ناحية الشكل والمضمون فاختفت أنواع من البرامج التدريبية وظهرت أنواع أخرى ، فاختفت الدورات القصيرة ، وظهرت الحلقات الدراسية الميدانية ، وقصرت مدة الدورات العادية ، فبعد أن كانت تسعة شهور في مرحلة تنمية المجتمع، صارت ستة شهور ، فأربعة فثلاثة.  

وكان برنامج الدورة العادية يستهدف تزويد المبعوثين بالنواحي التالية

1-                   تفهم مشكلة الأمية في البلاد العربية في إطار التخطيط القومی ومطالب التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، واستيعاب مفهوم التعليم الوظيفي وأبعاده و عناصره ومستلزماته في التطبيق باعتباره عملية تربوية للكبار ترتبط بالتنمية الشاملة واكتساب المعلومات والمهارات اللازمة لتخطيط برامج ومشروعات التعليم الوظيفي للكبار وإعداد الخطط المناسبة لمواقع العمل المختلفة بالبلاد العربية

2-                    معرفة الدور الذي تقوم به العلوم الاجتماعية في تطوير مفهوم التعليم الوظيفي للكبار ومجالات العمل به وطرق التقويم المصاحبة لبرامجه ، وإدراك أهمية التكامل بين العناصر التعليمية وعناصر الخدمات الفنية في برامج تعليم الكبار .

3-                   معرفة أسس بناء المناهج وإعداد المواد التعليمية ، واختيار أنسب الطرق والاساليب اللازمة لبرامج التعليم الوظيفي والتدريب على تطبيقها ومعرفة أسس إعداد وإنتاج وسائل الاتصال والوسائل التعليمية اللازمة للتطبيق السليم لبرامج التعليم الوظيفي.

4-                    تنمية روح الفريق وتعميقها باعتبارها الأسلوب الذي يجمع بين التخصصات المختلفة التي لابد من تضافرها لإنجاز العمل الوظيفي

5-                   اكتساب القدرة على تطبيق الأفكار والمبادئ وأدوات العمل الخاصة بالتعليم الوظيفي ، وذلك من خلال العمل الميداني في مشروعات فعلية للتنمية في البلاد العربية

وابتداء من يناير ۱۹۷۲ بدأ المركز تنفیذ دورات عادية مدة الدورة ثلاثة أشهر، وقد وضع لها أهداف واضحة ومحددة كما يلي:.

1-                    تمكين المبعوثين من تطوير أدائهم لأعمالهم في ضوء المفهوم المتقدم لتعليم الكبار وفلسفة التعليم المستمر والممارسة الفكرية والعملية للجديد في مجالات تخصصهم .

2-                    إعداد متخصصين للبلاد العربية في مجالات محو الأمية ، وتنمية المجتمعات الريفية وتعليم المرأة .

3-                   تزويد المبعوثين بالمهارات الفنية اللازمة لأداء أعمالهم تخصصاً وتدريباً وتقويماً وإعداداً للمواد التعليمية والوسائل التعليمية وتنفيذهم للبرامج

4-                   إكتساب المبعوثين المهارات العملية اللازمة لتخطيط وتنفيذ برامج تعليمية في مجالات عملهم من خلال الحلقات الدراسية الميدانية

5-                   إلمام المبعوثين بالخبرة المتوفرة في البلاد العربية في مجالات محو الأمية وتعليم الكبار والاطلاع على الجديد في الفكر العالمي .

فئات المبعوثين

 

- المتخصصون اللازمون لتنفيذ استراتيجيات وخطط محو الأمية وتدريب معلميها وإعداد قواعدها التعليمية.

- المنظمون المسئولون عن برامج تنمية المجتمعات الريفية.

-  القيادات المسئولة عن برامج تعليم المرأة.

* أهم إنجازات المركز في مجال التدريب في مرحلة التعليم الوظيفي

حدث تغير في برامج التدريب في مرحلة التعليم الوظيفي ، فاختفت الدورات القصيرة ، وظهرت الحلقات الدراسية الميدانية ، ولذلك فقد كانت البرامج التدريبية في تلك المرحلة على النحو التالي

-      دورات عادية

-      حلقات دراسية ميدانية

-       دورات خاصة

       وقد بلغ عدد الخريجين من بداية هذه المرحلة وحتى ۱۹۷۸ إلى 3251 خريجاً منهم ۷۲۸ خريجاً في الدورات العادية و ۹۸۷ خريجاً في الحلقات الدراسية الميدانية ، و 1536 خريجاً في الدورات الخاصة، وتراوحت مدة التدريب بين ثلاثة أشهر وستة أشهر في الدورات العادية ، و بين أسبوعين وشهرين في الحلقات الدراسية الميدانية ، وبين أسبوع وأربعة أسابيع في الدورات الخاصة

وفيما يلى جدول يبين الدول المستفيدة ، وعدد الخريجين ، ونوع التدريب ، المستخدم في مرحلة التعليم الوظيفي من 1969 إلى عام ۱۹۷۸.

الدول المستفيدة

أنواع برامج التدريب

دورات عادية

حلقات دراسية ميدانية

دورات خاصة

العدد

النسبة

العدد

النسبة

العدد

النسبة

الأردن

47

6.5%

66

6.7%

39

2.5%

الامارات

11

1.5%

12

1.2%

3

0.2%

البحرين

26